خوف الجن والشياطين من الذئاب

خوف الجن والشياطين من الذئاب




بالنسبة للسؤال حول خوف الجن والشياطين من الذئاب


فاعلم يا رعاك الله أن هذا الكلام لا يؤخذ على إطلاقه ، فبعض الجن والشياطين قد ينطبق عليها الحكم والوصف المشار إليه ، وكثير منها لا ينطبق عليها ذلك

ومن هنا فإنه لا يجوز استخدام تلك الوسيلة في العلاج والاستشفاء لعدم توفر الشروط والضوابط الخاصة
 باستخدام الأسباب الحسية ، ولظهور كثير من الفتاوى التي لا تجيز مطلقاً مثل ذلك
حيث أن هذا الأمر زرع اعتقاداً لدى كثير من الناس بأن الجن والشياطين تخاف من الذئاب
واستخدمت قطع من جلد الذئب كتمائم وأحجبه ، وقد تكلمت في كتابي الموسوم

 ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 



عن ذلك حيث قلت

( وهذا يقع ضمن مخالفات العلاج والاستشفاء من حيث اتخاذ الذئاب لأغراض العلاج 


سئل سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
 السؤال التالي 

ما قولكم فيمن جعل ضابطه في الرقية بأن هذه الرقية مجربة ونافعة ، علماً بأن جلد الذئب ما استخدم إلا بهذا الضابط ، وكذلك النفخ أو النفث في خزان الماء وغيرها كثير ؟ فأجاب – رحمه الله - : ( استعمال جلد الذئب منكر لا أصل له ، وكذلك استعمال الخزان لا أصل له ، ولكن ينفث على المريض ، أو في إناء ثم يشربه المريض ويغتسل به ، أما النفث في الخزان ويعطي منه الناس فهذا لا أصل له ، بل هذا من خرافات بعض الراقين ، ولكن الرقية أن يقرأ في إناء لإنسان فيشرب منه ويستحم فهذا لا بأس به ، هذا الذي فعله بعض السلف – رضي الله عنهم – وفعله النبي صلى الله عليه وسلم مع ثابت بن قيس  )
 ( فتاوى السحر والعين والمس - شريط مسجل بصوت الشيخ – بتصرف واختصار ) 



الحديث المذكور آنفاً كما ورد عن محمد بن يوسف بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دخل على ثابت بن قيس – قال أحمد : وهو مريض

فقال
 اكشف الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن شماس ، ثم أخذ ترابا من بطحان ( بطحان : أحد أودية المدينة الثلاثة ، العقيق ، وبطحان ، 


انظر 
 معجم البلدان لياقوت الحموي – 1 / 446 )
 فجعله في قدح ثم نفث عليه بماء وصبه عليه "
 والحديث أخرجه أبو داوود في سننه – كتاب الطب ( 18 )
والنسائي في عمل اليوم والليلة – ص 557
 والبخاري في " التاريخ الكبير "– 8 / 377
وصحيح ابن حبان – 7 / 623 – برقم ( 6036 )
ضعيف أبي داوود 836


وقال الألباني

وشاهد آخر من حديث ثابت بن قيس بن شماس مرفوعاً نحوه
4 / 32 – السلسلة الصحيحة 1526 0


قلت
وقد تكلم أهل العلم في الحديث آنف الذكر ، وعلى أية حال فإن هناك شواهد أخرى تؤكد استخدام الماء بالكيفية السابقة والله تعالى أعلم



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



قال محمد بن مفلح

نقل عبدالله أنه رأى أباه يعوذ في الماء ويقرأ عليه ويشربه ، ويصب على نفسه منه - الآداب الشرعية

وفي رسالة عن حكم السحر والكهانة وما يتعلق بهما يقول سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - بعد أن ساق طريقة العلاج المتبعة في علاج السحر وهي استخدام سبع ورقات من السدر الأخضر وقراءة بعض الآيات : " وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب منه ثلاث مرات ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله وإن دعت الحاجة لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء - أنظر مقالة للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

جريدة المسلمون العدد - 9 - ص 16 - بتاريخ 6 / 4 / 1985
 وكذلك تفسير ابن كثير - الجزء الأول - تفسير الآية رقم ( 103 )
من سورة البقرة - 1 / 141 " 


قال فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله

 في حكم القراءة على الماء والاستحمام فيه : " وثبت عن السلف القراءة في ماء ونحوه ثم شربه ، أو الاغتسال به مما يخفف الألم أو يزيله ، لأن كلام الله تعالى شفاء كما في قوله تعالى : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ )
( سورة فصلت - الآية 44 000- الفتاوى الذهبية - جزء من فتوى - ص 40 " )




وقد سئل السؤال التالي
 يقوم بعض الناس بوضع قطعة من جلد الذئب في منزله ويدعي أن ذلك يطرد الشياطين فما جواب سماحتكم ؟

فأجاب – رحمه الله
 هذا منكر أيضا ، وهذا من جنس التمائم فلا يجوز ذلك ، تعليق جلد الذيب أو رأس الذئب في البيت أو في الدكان أو في السيارة أو ما أشبه ذلك ، كل هذا لا أصل له وهو من جنس التمائم ، وهذا لا يجوز )
 ( فتاوى السحر والعين والمس - شريط مسجل بصوت الشيخ – بتصرف واختصار ) 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
 عن حكم شم جلد الذئب من قبل المريض بدعوى أنه يفصح عن وجود جان أو عدمه ، إذ أن الجان – بزعمهم – يخاف من الذئب وينفر منه ويضطرب عند الإحساس بوجوده ؟




فأجابت – حفظها الله
( استعمال الراقي لجلد الذئب ليشمه المصاب حتى يعرف أنه مصاب بالجنون عمل لا يجوز لأنه نوع من الشعوذة والاعتقاد الفاسد فيجب منعه بتاتا – وقولهم إن الجني يخاف من الذئب خرافة لا أصل لها )
 ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - الفقرة الخامسة - برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ )



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
عن اعتقاد كثير من الناس أن الجن لا يستطيعون التمثل بالذئب ويخافون من رائحته ، وأنه مسلط عليهم فيفترسهم في حالة مواجهتهم ، ولذا يعمد كثير من الناس إلى الحصول على شيء من أثر الذئب كجلده أو نابه أو شعره والاحتفاظ به لإبعاد الجن ، فهل هذا الاعتقاد صحيح ، وما حكم من يفعلون هذه الأمور ؟



فأجاب – حفظه الله 
( هكذا سمعنا من كثير من الناس ، وذلك ممكن فقد ذكر لي من أثق به أن امرأة كانت مصابة بالمس ، وأن الجني الذي يلابسها كان يخرج أحياناً ويحادثها وهي لا تراه ، ويجلس في حجرها وهي تحس به ، وفي أحد المرات كانت في البرية عند غنمها وفجأة خرج ذئب عابر ، فوثب الجني من حجرها ورأت الذئب يطارده ورأته وقف في مكان ما ، وبعد ذهاب الذئب جاءت إلى موضعه فرأت قطرة من دم ، وبعد ذلك فقدت ذلك الجني ، وتحققت أنه أكله الذئب ، وهناك قصص أخرى ، فلا مانع من أن الله أعطى الذئب قوة الشم لجنس الجن أو قوة النظر ، فيبصرهم وإن كان البشر لا يبصرهم ، فلعلهم بذلك لا يتمثلون بالذئب ويخافون من رائحته ، فليس ذلك ببعيد ، وأما الاحتفاظ بجلد الذئب ونابه أو شعره واعتقاد أن ذلك ينفر الجن من ذلك المكان فلا أعرف ذلك ، ولا أظنه صحيحاً ، وأخاف أن يحمل ذلك عامة الجهلة على الاعتقاد في ذلك الناب ونحوه ، وأنه يحرس ويحفظ كما يعتقدون في التمائم والحروز ، والله أعلم ) 
 ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين )



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هذا ما تيسر لي سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

للشيخ / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق